الثلاثاء، 25 مارس 2025

أشرف محمد يكتب: إعلان بلبن وكحك العيد يثير الجدل.. كيف تتحول المنافسة إلى إساءة؟

 مقال الصحفي أشرف محمد

في عالم التسويق، تعتمد الشركات على الإعلانات للترويج لمنتجاتها، وبناء هوية علامتها التجارية، والتفوق على المنافسين. لكن هناك خيطًا رفيعًا بين المنافسة العادلة والسخرية غير المقبولة من المنافسين، وهو ما تخطاه إعلان بلبن عن كحك العيد. الإعلان لم يكتفِ بالترويج للمنتج، بل اختار السخرية من إحدى العلامات التجارية الشهيرة في مجال الحلويات، وهو ما أثار استياء الجمهور وأثار جدلًا واسعًا حول أخلاقيات التسويق.

إعلان بلبن وكحك العيد يثير الجدل

في أي سوق تنافسي، تسعى الشركات للتميز عن منافسيها من خلال جودة المنتجات، التسعير المناسب، أو تقديم قيمة مضافة. لكن عندما تلجأ شركة إلى التقليل من شأن منافسها أو السخرية منه في حملاتها الإعلانية، فإنها تفتح بابًا للجدل قد لا يكون في صالحها.

إعلان بلبن وكحك العيد


إعلان بلبن استخدم أسلوبًا غير مباشر للسخرية من "حلواني العبد"، أحد الأسماء العريقة في مجال الحلويات، وهو ما اعتبره الكثيرون تصرفًا غير لائق. فبدلًا من إبراز مزايا كحك بلبن بطريقة إيجابية، اختارت الشركة تقليل قيمة المنافس بشكل ساخر، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان ثقة المستهلكين بدلًا من كسبهم.

السخرية من المنافسين: سلاح ذو حدين

قد تعتقد بعض الشركات أن الهجوم على المنافسين يجعل علامتها التجارية تبدو أكثر قوة، لكن في الحقيقة، هذا الأسلوب قد يأتي بنتائج عكسية. عندما يرى المستهلك إعلانًا يسخر من علامة تجارية يعرفها ويحترمها، فإنه قد يشعر بعدم الارتياح تجاه المعلن، حتى لو لم يكن من عملاء الشركة المنافسة.

إضافة إلى ذلك، السخرية قد تعطي دعاية مجانية للمنافس. فبدلًا من التركيز على مميزات منتج بلبن، بدأ الجمهور يتحدث عن "حلواني العبد"، بل ودافع عنه البعض، مما جعل الحملة الإعلانية تنحرف عن مسارها الأساسي.

التسويق الذكي لا يحتاج إلى التقليل من الآخرين

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الترويج لمنتج جديد دون اللجوء إلى الإساءة للمنافسين. الشركات العالمية الناجحة تعتمد على إبراز نقاط قوتها، مثل:

  • الترويج للجودة والمذاق: يمكن أن تركز بلبن على وصف طعم الكحك الخاص بها، مكوناته المميزة، أو طريقة تحضيره الفريدة بدلًا من المقارنة السلبية.

  • الاستفادة من القيم الإيجابية: كان يمكن أن يكون الإعلان مليئًا بالدفء والحنين لموسم العيد، وربطه باللحظات العائلية السعيدة.

  • استخدام الفكاهة بطريقة لائقة: الفكاهة يمكن أن تكون أداة تسويقية قوية، ولكن عندما تستخدم للسخرية من المنافس، تتحول إلى هجوم غير مبرر.

كيف تؤثر هذه الإعلانات على صورة العلامة التجارية؟

إعلانات السخرية ليست مجرد طريقة لجذب الانتباه، بل هي مخاطرة قد تؤثر على صورة العلامة التجارية على المدى الطويل. الشركات التي تلجأ لهذا الأسلوب قد تفقد احترام المستهلكين، خاصة إذا كانوا يثقون في العلامة التجارية المنافسة.

كما أن ذلك قد يؤدي إلى رد فعل من المنافس نفسه، والذي قد يختار الرد بحملة مضادة أو حتى اللجوء إلى القنوات القانونية إذا شعر أن الإعلان يحتوي على معلومات مضللة أو تشويه للسمعة.

الخلاصة: المنافسة النزيهة هي السبيل الأفضل

إعلان "بلبن" عن كحك العيد هو مثال على كيف يمكن لحملة إعلانية أن تفقد بوصلتها عندما تختار السخرية بدلًا من التركيز على القيمة الحقيقية للمنتج. المنافسة العادلة والذكاء التسويقي لا يحتاجان إلى التقليل من الآخرين، بل إلى تسليط الضوء على المزايا الفريدة التي تجعل المنتج مميزًا في حد ذاته.

في النهاية، المستهلك هو الحكم الحقيقي. وإذا كان الإعلان يعتمد على مهاجمة المنافسين بدلًا من تقديم منتج يستحق الشراء، فإن ذلك قد يكون مؤشرًا على ضعف المحتوى الإعلاني وليس قوة العلامة التجارية. فهل ستتعلم "بلبن" الدرس من هذه التجربة، أم أننا سنشهد المزيد من الإعلانات التي تحاول كسب السوق بأساليب غير احترافية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق